-
هذه الليلة هي ليلة الرغائب، وهي الليلة التي وعد الله تعالى فيها عباده الخاصّين وأولياءه بمنحهم تلك النفحات الخاصّة الإلهية. إنّها ليلة الرغائب.. والرغائب تطلق على الهدية الغالية والقيّمة جداً، والتي يستبعد عادة الوصول إليها في الحالات العادية والطبيعية. إنّها تعني أن يحصل الإنسان على هدية أو تحفة ثمينة.
-
ولكن لو أتى شخصٌ وأعطانا هدية قيّمة، فهذه من المسائل العادية.. فالجميع يقوم بذلك، إذ البعض قد يهدي الآخر، وكذا الإنسان عندما يتاجر ويقوم بمعاملات يربح ويستفيد منها، وهذه المسألة عادية والجميع يقوم بذلك، والإنسان إنما يقوم بهذه المعاملة لأجل الوصول إلى الربح والفائدة، ولو كان يعلم بأنه لا فائدة من تلك المعاملة فلن يقدم عليها، وهذا أمر طبيعي.
-
لكن أحياناً عندما يقوم الإنسان بحفر الأرض ليبني منزلاً، أو يهدم بناء قديماً لإعادة بنائه.. فجأةً يرى بأنّ هناك حفرة يوجد فيها كنز وذهب، وقد يحصل ذلك مع بعض الأشخاص أحياناً، فهذا ما يُطلق عليه بأنه رغيبة، يعني هدية غير متوقّعة، وغالباً ما تكون كافية إلى آخر العمر…
ماذا نطلب في ليلة الرغائب؟ وشروط الاستفادة من شهر رجب؟
وهي المحاضرة رقم 190 من سلسلة محاضرات شرح حديث عنوان البصري، ألقاها سماحة آية الله السيد محمد محسن الحسيني الطهراني قدس سره ليلة الليلة السابعة من شهر رجب لعام 1432 هـ، و هي المصادفة لليلة الرغائب في ذلك العام. و قد تعرّض سماحته إلى ثلاثة أمور أساسية في هذه المحاضرة: 1 كيف نستفيد من ليلة الرغائب و ماذا نطلب من الله تعالى فيها؟ 2 كيفية تحديد ليلة الرغائب عندما تكون هي الليلة الأولى من الشهر؟ 3 شروط الاستفادة من شهر رجب و الأشهر الثلاثة المباركة، و أهم ما فيها تصحيح الخيال و طرد الأوهام. تجدر الإشارة إلى أنّ محاضرات شرح حديث عنوان البصري من رقم 191 إلى 198 لن تنشر ضمن هذه السلسلة، لأنها كانت مخصصّة لبحث حجّية أوامر اولياء الله و أفعالهم التي نشرت كسلسلة مستقلة